الخميس، 12 يوليو 2012

قبيلة العبابدة الكواهلة "الجزء الرابع"...

أنساب الكواهلة:
1- كاهل من بنو هذيل: ونسبه هو كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن ‎هذيل بن مدركة، ويلاحظ أن ‏أم كاهل بن الحارث هذا هي هند بنت مازن بن كاهل بن أسد‎ ‎بن خزيمة بن مدركة.
‎2- كاهل من بني أسد بن خزيمه بن‎ ‎مدركة.
3- ‎كاهل من بني عزرة وهو كاهل بن عزرة من قضاعة.
• ‎وذكرت مصادر أخرى‎ ‎أن هنالك كاهل من جهينة منهم بنو زهرة من يزيد بن سعد بن عدي بن كاهل ‏من جهينة من‎ ‎قضاعة ولكنه لم يذكره القلشقندي.
• ‎ويلاحظ أن بني هذيل وبني أسد يلتقيان في‎ ‎مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن عدنان، مثلما يلتقي ‏عزرة وجهينة في زيد بن ليث بن‎ ‎أسود بن أسلم بن الحافي بن قضاعة.
‎ ‎•‎وقد ذكر أبو نواس في إحدى قصائده التي فاخر‎ ‎بها باليمانية على القيسية والتي أغضبت هارون ‏الرشيد. وهذا يدل على أن في زمن أبو نواس الذي عاش في عصر ‏هارون الرشيد أن بني كاهل‎ ‎من بني أسد بن خزيمة كانوا معروفين متمايزين ببطن كبير يذكر في ‏القصائد.
• ‎والكواهلة في السودان ينتمون إلى كاهل من بنى أسد بن خزيمة.
• ‎وأسد بن خزيمة هو‎ ‎أخ لكنانة الذي انحدرت منه قريش. ‎ويعتبر كثير من المؤرخين أن الكواهلة والمجموعة‎ ‎الجهنية والمجموعة العباسية هم أكثر ثلاث ‏مجموعات عربية دخلت السودان ويضيف آخرون‎ ‎بنى أمية وعلاقتهم بنشوء السلطنه الزرقاء. ‎إن المتفق عليه والذي يجمع عليه‎ ‎الكواهلة أنفسهم في السودان أنهم ينتهون بالنسب إلى الزبير ‏بن العوام‎. وقال المستر ماكمايكل في تاريخه أنه اجتمع في دار الكبابيش بكبار سن من رجال قبيلة‎ ‎الكواهلة ‏فقالوا له أنهم من ذرية الوليد بن الوليد بن المغيرة وأنهم دخلوا إلى‏‎ ‎السودان عن طريق البحر الأحمر ‏وذلك عندما قتل الحجاج بن يوسف عبد الله بن‎ ‎الزبير عام 73 للهجرة، وبنو كاهل كانوا من قوى ‏عبد الله بن الزبير إثر ذلك عبروا‎ ‎البحر الأحمر عن طريق عيزاب وهى حلايب الحالية وكانت في ‏ذلك الوقت مرسى عظيم للسفن‎ ‎والتجارة‎.

هاجرت قبيلة الكواهلة (بني كاهل) من سواحل البحر الأحمر إلى داخل‎ ‎السودان الذي كان يسمى في ‏ذلك الحين بلاد النوبة بحثا عن الكلأ، وكانت الهجرة‎ ‎بمحاذاة النيل حتى النيل الأبيض وشمال كردفان ‏وما بين النيلين منطقة الجزيرة ومنطقة‎ ‎النيل الأزرق حتى حدود الحبشة ومنطقة البطانة حتى نهر ‏عطبرة‎.
الحرفة الأساسية هي‎ ‎رعي الإبل وكان هذا السابق لأغلبية أهل القبيلة ولكن بعد الإستقرار والتحول من ‏حياة‎ ‎البداوة إلى حياة التمدن والعمل بحرفة الزراعة والتجارة نجد أنه ما زال هنالك من‎ ‎يعيشون حياة ‏البداوة والرعي في سواحل البحرالأحمر حتى منطقة الغردقة في مصر على‎ ‎ساحل البحر الأحمر وهم ‏البشاريون، وكذلك العبابدة من منطقة بربر وشلاتين وحلايب إلى‎ ‎أسيوط والكميلاب على سواحل البحر ‏الأحمر في منطقة سواكن وما حولها، ونجد الوالية‎ ‎والبراقنة في شمال كردفان في أم بادر وسودري ‏وحمرة الوز، كذلك نجد الغزايا في كتم‎ ‎وما حولها. ‎‎نسب محمد كاهل‎: هو محمد كاهل بن عابد بن يحيى بن عبد الله بن‎ ‎الزبير بن العوام‎. و نسبه الزبير بن العوام مع نسب الرسول -صلى الله عليه وسلم-، والزبير بن العوام والدته صفية بنت ‏عبد المطلب، وتزوج أسماء بنت أبى بكر الصديق‏‎ ‎-رضي الله عنهما- وهى والدة عبد الله بن الزبير‎. ومحمد كاهل والدته سكينة بنت‎ ‎الإمام علي بن الإمام الحسين بن الإمام على بن أبى طالب -رضي الله ‏عنه-. ‎تزوج‎ ‎محمد كاهل بأربع نسوة وهن: الحضرية عزة بنت عفان بن عثمان بن عفان، ثم تزوج‎ ‎بالفنجاوية والبدوية. وقد أنجب ثلاثة عشر ولدا ولكم ترتيبهم على كل‎ ‎زوجة‎.
- أبناء الحضرية: حمد جد الأحامدة كافة‎.
- أبناء الفنجاوية‎: رتيم جد‎ ‎الولية والجلالية والباقية والمطارفة والخلائف.‎ 
بشارة: جد البشارين. عمارة: ذريته بمكة المكرمة والمدينة المنورة‎.
- أبناء عزة: فأنجبت أبرق وأسود‎ ‎وبدران وخليفة وأنثى واحدة. 
أبرق: جد الكملاب والكوامل والكيلاب والبراقنة و‎المروقوماب والحسانية والمحمدية‎. أسود: جد رشيد والأساودة وقلاب: جد‎ ‎الغمضاب والجلالاب والبصيراب والكروماب. ‎بدران: جد البدارنة والشلاعنة‎ ‎والكرتان والمايدية‎. خليفة: جد الأحمر ومعقور وهلال وقداح. ولكل منهم‎ ‎فروعه‎.
- أبناء البدوية: نفيد وزياد وعباد وخلبوس. أما خلبوس فمات‎ ‎عقيما. نفيد: جد النفيدية جميعا‎. زياد : جد الزوايدة واليزيدية. عباد: جد العبابدة.
‎‎قبيلة الكواهلة قبيلة كبيرة جدا أصيلة النسب ضخمة العدد‏‎ ‎حيث ذكر أحد المواقع التابع للجماهيرية ‏الليبية أن عدد الكواهلة في السودان يبلغ ‎ 13‎مليون نسمة. هذا قبل التعداد الذي أجري في عام 2008 م، ‏ولكم بعض فروع‎ ‎القبيلة‎: القريشاب - البراقنة - الحليفة - البداريون  - ‎العبابدة - أم عمار - دار بحر - البقيراب - الجهيماب - ‏الغزايا - النفيدية - الكمالاب‎ - الكميلاب - المرغوماب - المرغناب - الدليقاب - الأساودة - الجميلية - الغزلاب‎ - العرواب - الجلالية - الصنايطاب - الحميدانية - العمرية - الكرامية - الجبالية‎ - البداريون - الشراعنة - البشاريون - العطاوية - اليزداب - اليزيدية أو بنو زيد - ‎الفوايدة - الشدايدة - ‏السعودية - الكوامل - الوالية - الباقية - المطارفة‎ - الخلايف - السلاطنة - المحمدية - النوراب - ‏الرميتاب - بنو سعيد - المحمداب‎ - القضلاب - الأحامدة - الحسنات - الحسانية‎ والفروع كثيرة فمثلا للحسانية‎ ‎فقط 45 فرعا‏‎ من شخصيات القبيلة التاريخية‎ :‎الشيخ‎ ‎عبدالباقي، النيل‎ الفكي، عبود جبل اللقمة،‎ الزعيم عبدالله ود جادالله ود بليلو‎ ‎المشهور بكسار قلم ماكميك‎، من بعض شخصيات القبيلة للعام 2008 ‏‎م ‎سمو الأمير العام يوسف الكريل،‎ الأمين العام البروفيسور إبراهيم أحمد‎ ‎غندور‎، شخصيات في المجلس الوطني‎ ‎بلال عوض الله،‎ دكتور آدم دروسة والأستاذ الطيب أحمد.‎

نظام الحكم في القبيلة‎: تتكون‎ ‎القبيلة من أمير عموم، أمين عام، ثم لكل ولاية أمير لإمارة الكواهلة بالولاية . فمثلا ولاية ‏الخرطوم نجد الأمير في العام 2008 م هو محمد الزين فضل المولى أبوحفص‎ ‎وهو أمير إمارة الكواهلة ‏بولاية الخرطوم، وتتكون إمارة ولاية الخرطوم من مائة عمدة‎ ‎تتكون من عشر مشايخ‎. ويذكر أن إمارة ولاية الخرطوم وفي يوم 22-2-2008 م قام‎ ‎مؤتمر جامع في دار محمد مصطفى العالم ‏وحمل العديد من التوصيات فكانت التوأمة و‎التحالف بين ثلاث قبائل، وهم قبيلة الكواهلة وقبيلة الرشايدة ‏وقبيلة البطاحين. ‎وأهدف هذا التحالف نشر الدين والأعراف والتآخي والترابط ونبذ العنصرية ‏والجهوية‎ ‎والعرقية، وإعطاء رسالة كاملة لحماية الدين والوطن وحل المشاكل في كافة أنحاء‎ ‎السودان.
المعارك التي نشبت بين قبيلة الكواهلة والقبائل العربية‎ ‎الأخرى‎: في تتبعنا للقبائل العربية في الجزيرة‎ ‎العربية نجد بأنه كانت تقوم هنالك معارك وحروب بين القبائل ‏العربية بعضها البعض‎ ‎بسبب قلة الكلأ أو المنافسة في المياه أو أشياء أخرى مثل حرب البسوس التي ‏نشبت بين‎ ‎بكر ووائل وحرب عبس وحرب امرؤ القيس وقبيلة بني أسد وبما أن المعارك والحروب ‏كانت‎ ‎من المسلمات أو الأشياء التي تعودوا عليها بسب العداء أو المنافسة في الماء في‎ ‎والمرعى، ‏فقد نشبت عدة معارك بين الكواهلة والشكرية واللحويين ورفاعة‎ ‎والبطاحيين في سهل البطانة مثل ‏معركة أم درق وأب قنافت والعاديق، وعتيباي بين البجة‎ ‎والكميلاب، ونشبت معركة في قوز رجب بين ‏البشارين والهدندوة، وكذلك حول نهر عطبرة‎ ‎منطقة شبودنياب بين البشاريين والهدندوة، ونهر ستيت بين ‏الشكرية والكواهلة، ومعركة‎ ‎حماد الناير في العقيدات جنوب الجزيرة بين حماد الناير أحد أركان الخليفة ‏عبد الله‎ ‎التعايشي والكواهلة، التي أصبحت مثلاً (الخيل تجقلب والشكر لحماد) وكذلك المعارك‎ ‎بين ‏الحسانية البطاحين، حيث كان تدخل قبيلة الجعلين لنصرة أبناء عمومتهم من البطاحين‎ ‎حتى أنه يقال والله ‏أعلم بذلك بأن المك نمر عندما أحرق الخديوي إسماعيل وعلم بأن‎ ‎هناك حملة بقيادة الدفتر دار يقودها ‏من الأبيض لقتل المك نمر وقبيلته، استنجد الملك‎ ‎نمر غربا بالحسانية على النيل الأبيض للوقوف معه ‏ونجدته وقيل بأن ناظر الحسانية قد‎ ‎تذكر وقفته مع البطاحين لقتال الحسانية فقال له بأننا مشغولون ‏بسباق الحمير نكاية‎ ‎به ولعدم الرغبة في مساعدته لما سبق منه في الزمن السابق. وبالرجوع لأصل هذه ‏القبيلة‎ ‎نجد بأنهم فرسان لا يشق لهم غبار وأهل قتال وفروسية وهم الذين كانوا يؤدبون الملوك‎ ‎ولا ‏ينحنون للذل وأصبح رفض الحسانية      لنصرة الملك نمر مضرباً للمثل إذ يقولون "الناس‎ ‎في شنو الحسانية ‏في شنو"، ‎وبالرجوع لتاريخ النزارة ومقتل حجر بن كندة الذي قتله إبن‎ أخت علباء بن الحارث الكاهلي‎ وواقعته مع الكبابيش عرفت بحرب المبودر: وهي زكيبة‎ ‎من الجلد تسع كيلتين ونصف من الذرة. فقد ‏سلب الكبابيش مبودر أحد الحسانية وانتهى‎ ‎الأمر بحرب دفعت بالكبابيش بعيدا عن النيل إلى أم سدر‎. وحرب الكواهلة مع‎ ‎البطاحين على سهول البطانة ويطلق عليها حرب شغبة والتي كانت الغلبة فيها بادئ ‏الأمر‎ ‎للبطاحين ولكن استطاع الكواهلة أن ينتصروا ويأخذوا زعيم البطاحين الشيخ برير أسيرا‎.
‎قبيلة الكواهله قبيلة عربية كبيرة، ضخمة العدد، أصيلة النسب هاجر بعض‎ ‎منها إلى السودان و‏البعض الآخر إلى العراق وبعضها ما زال في الجزيرة العربية، ‎وما زالوا يسمون إلى يومنا هذا ‏‏(الكاهلي كعادتهم ويقال مثلا طارق الكاهلي. ‎وقبيلة‎ ‎الكواهلة في السودان لم تختلط مع باقي القبائل الأفريقية ولا العربية إلا عدد قليل‎ ‎جدا يعد على ‏قلته بحيث لا يمثل ولا 1% من أفراد القبيلة تزوجوا من القبائل العربية‎ ‎في السودان. ‎‎والكواهلة قبيلة قوية جدا وهذا ليس افتراء إنما تشهده الحروب‎ ‎والمعارك التي دارت بينها وبين القبائل ‏الأخرى قبل هجرتها وحتى بعد هجرتها‎. وللكواهلة شعراء كثر كغيرها من القبائل وقد تشرف بمدحها الكثير من الشعراء‎ ‎الذين ينتمون إلى القبائل ‏الأخرى بشتى أنواع الشعر مثل شعر البادية وهو الدوبيت في‎ ‎السودان وقد أذهب شعراء البادية من غير ‏الكواهلة ومن الكواهلة أنفسهم في مدح‎ ‎القبيلة بشعر رائع ونقي، فتارة يكون قويا في وصف مآثر القبيلة ‏وفى وصف معاركها‎ ‎وتارة يكون رقيقا في وصف فضل القبيلة وفى كرمها وأحيانا بين الإثنين في ‏وصف عزة‎ ‎أفراد القبيلة وكرمهم ومآثرهم الشخصية. ‎ ومن بعض الشعر في وصف القبيلة قال‎ ‎الشاعر الطيب عبدالله الكاهلي وهو من شعراء القبيلة (وقد ‏أخذت منه بعض المقتطفات‎ ‎فقط‎) قال‎: 
حسبى من العلياء كنت الكاهلا
تبا لمــن ضاق عنى جاهلا
ووضعت فى جوف القريض لطائفي
حين ادكرت قواطعا ومناهلا
أقمار فى جسد الظلام ضراغم
حملوا المكارم في النفوس مشاعلا
أساد من بيت النبى وآلة
أعنى الزبير سميدعا ومقاتلا
أكرم بهم من سادة وأولي تقى
جمعوا المفاخر والعلوم نوافلا
حتى إذا وقف الكريم ببابهم
جعلوه ذا فضل مضى والكاملا
منعوه من كيد الزمان وقبحة
بمروءة تزري السحاب الهاطلا
حيوة بالترحاب ثم بشاشة
تدعو السواجم فى الخدود تقابلا

قبيلة العبابدة الكواهلة "الجزء الثالث"...

الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد، أبو عبد الله. ولد سنة 28 قبل الهجرة، وأسلم وعمره خمس عشرة سنة، كان ممن هاجر إلى الحبشة، وهاجر إلى المدينة، تزوج أسماء بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما-.
شهد بدرا وجميع غزوات الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكان ممن بعثهم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بمدد إلى عمرو بن العاص -رضي الله عنه- في فتح مصر وقد ساعد ذلك المسلمين كثيراً لما في شخصيته من الشجاعة والحزم. ولما مات عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- على يد أبي لؤلؤة المجوسي كان الزبير من الستة أصحاب الشورى الذين عهد عمر إلى أحدهم بشئون الخلافة من بعده.

وصفه: كان خفيف اللحية أسمر اللون، كثير الشعر، طويلاً. كان من السبعة الأوائل في الإسلام.
نسبه: هوالزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. والعوام وعمته هي أم المؤمنين خديجة بنت خويلد.
أمه الصحابية الجليلة: صفية بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وهي عمة رسول الله وشقيقة سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب. 

هجرته: كان من المهاجرين بدينهم إلى الحبشة، تزوج أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- وهاجرا إلى المدينة، فولدت له أول مولود للمسلمين في المدينة عبد الله بن الزبير، ثم مصعب بن الزبير. يعرف الزبير بن العوام بحواري الرسول صلى الله عليه وسلم، كما أن الزبير يعتبر أحد العشرة المبشرين بالجنة.

سبب قلة روايته للحديث: كان حريصًا على ملازمة رسول الله، إلا أنه لم يروِ الكثير من الأحاديث؛ فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ: "مَا لِي لاَ أَسْمَعُكَ تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ كَمَا أَسْمَعُ ابْنَ مَسْعُودٍ وَفُلاَنًا وَفُلاَنًا؟! قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أُفَارِقْهُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ".

جهاده: بدأت معركة أحد وكان وقودها الأول حملة لواء أهل مكة بني عبد الدار، فخرج طلحة بن أبي طلحة وكان شديد البأس قوي البنية، فتقدم على جمل وسط الميدان ونادى للمبارزة، فلم يخرج أحد وساد صمت شديد، فوثب له الزبير بن العوام قبل أن ينيخ جمله حتى صار معه على الجمل ثم أسقطه أرضا وذبحه من رقبته، فكبر وكبر معه الرسول والمسلمون. 
تبارز في خيبر مع ياسر اليهودي أخو مرحب اليهودي الذي صرعه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-. وعندما قتل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- مرحب اليهودي بطل خيبر من اليهود، خرج أخوه ياسر اليهودي للمبارزة فخرج له الزبير فقالت أمه صفية عمة الرسول: إذ يُقتل الزبير ابني، فقال الرسول: بل ابنك يقتله، وفعلا صرع الزبيرُ ياسرا. 
قتله غدرا رجل يدعى عمرو بن جرموز، وقد توعد النبي قاتله بالنار. وقد دفن الزبير في أطراف البصرة في موضع يسمى اليوم باسمه.أبناؤه: كان يسمي أبناؤه بأسماء الشهداء وهم: عبد الله، جعفر، عبيدة، عمرو، خالد، عروة، المنذر، مصعب، عاصم، حمزة.

عبد الله بن الزبير: هو عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي القرشي (2هـ - 73هـ)، وأبوه الصحابي الزبير بن العوام، وأمه أسماء بنت أبي بكر الصديق، وكنيته أبو بكر وأبو خبيب.

نسبه:
أبوه: الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة عامر بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. والزبير هو حواري رسول الله.
أمه: أسماء بنت عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم القرشي، أبوها أبو بكر بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. فهي بنت أبي بكر وأخت أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر لأبيها (رضي الله عنهما).

نشأته: ولد ابن الزبير في قباء في السنة الثانية من الهجرة وهو أول مولود من المهاجرين في المدينة. يعد من صغار الصحابة، وله ذكر في كتب الحديث الشريف، حيث روى في مسنده ثلاثة وثلاثين حديثاً. وكان ممن روى عنهم والده وجده لأمه وخالته السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها) ووالدته وغيرهم، وروى عنه أبناؤه وأحفاده وجماعة من التابعين. فرح المسلمون بمولده لأنه أبطل مزاعم اليهود القاطنين بالمدينة، فقد زعموا أنهم سحروا المسلمين حتى لا يولد لهم أي مولود ذكرا أبدا. 

صفاته: أول كلمه نطقها السيف وكان شجاعاً وشهد بشجاعته الأعداء صفات وقصص عظيمة لشجاعته وكان فيه شبه كبير من أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- فيه سمرة ونحيف وشعر ذقنه خفيف.

حياته ومآثره: كان عالماً زاهداً روي عنه أنه قسم الدهر إلى ثلاث ليال: ليلة هو قائم حتى الصباح وليلة هو راكع حتى الصباح وليلة هو ساجد حتى الصباح، وقال مجاهد بن جبير في وصف عبدالله بن الزبير: "قارئ لكتاب الله عفيف في الإسلام، وجده أبو بكر، وعمته خديجة، وخالته عائشة وجدته صفية، والله إني لأحاسب له نفسي محاسبة لم أحاسب بها لأبي بكر وعمر" وقال عنه: "ما كان باب من العبادة يعجز عنه الناس إلا تكلفه عبد الله بن الزبير، ولقد جاء سيل طبق البيت فجعل ابن الزبير يطوف سباحة" وكان يسمى حمامة المسجد، وعائذ بيت الله.
كان فارس قريش في زمانه، شهد معركة اليرموك وهو مراهق، كما شهد فتح أفريقيا والمغرب وغزو القسطنطينية، ويوم الجمل مع خالته السيدة عائشة -رضي الله عنها- وكان يضرب به المثل لشجاعته، وكانت عائشة -رضي الله عنها- تكنى به فيقال لها أم عبد الله، وقيل عنه أنه لم يكن أحد أحب إليها بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أبيها أبي بكر وبعده ابن الزبير -رضي الله عنهما-.

خلافته: كانت نشأته وإقامته في المدينة المنورة كواحد من أعيان المسلمين وعبادهم ومجاهديهم، وظل هكذا حتى وفاة معاوية بن أبي سفيان وتولى ابنه يزيد بن معاوية. فلما بلغه بمقتل الحسين، خطب بالناس وجهر بعدائه للأمويين. فقال له أصحابه: أظهر بيعتك فإنه لم يبق أحد بعد الحسين ينازعك هذا الأمر، وقد كان يبايع سرا ويظهر أنه عائذ بالبيت. فأرسل يزيد إليه يطلبه بالبيعة، فرفض ابن الزبير، ثم أرسل إليه عشرة من وجهاء الشام لإقناعه بالبيعة ليزيد، إلا أنه عاد ورفض، فأيقن أن الحرب واقعة لامحالة بينه وبين يزيد، فطلب وجوه تهامة والحجاز، ودعاهم إلى بيعته، فبايعوه جميعا وامتنع عليه عبد الله بن عباس ومحمد بن الحنفية.
فأمر يزيد واليه على المدينة عمرو بن سعيد الأشدق بتجهيز جيش لمحاربة عبد الله بن الزبير، فأرسل الأشدق جيشاً تصدى له ابن الزبير وأنصاره وهزموه، ودان الحجاز لابن الزبير فبويع بالخلافة سنة 64 هـ في الحجاز واليمن ومصر والعراق وخراسان وأكثر الشام، وبعث عماله إلى هذه البلاد، وبقي مركز الخلافة في دمشق وبعض بلاد الشام تحت سيطرة الأمويين، ولما آلت الخلافة الأموية إلى عبد الملك بن مروان جهز له جيشاً بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي فحاصره وضيق عليه واستمال عدداً كبيراً من رجاله، فاعتصم ابن الزبير بالمسجد الحرام ولكن الحجاج ضربه بالمنجنيق وأصاب الكعبة وهدم بعض أطرافها ثم اقتحم المسجد وقتل أمير المؤمنين ابن الزبير وكان ذلك في شهر جمادى الأولى سنة 73 هـ وعمره بضع وسبعون سنة. ودانت بموته البلاد الإسلامية لحكم الأمويين.
يعتبر بعض المورخين من أهل السنة كابن كثير وابن الأثير والطبري أن خلافة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- شرعية باعتبار أن معظم الأمصار الإسلامية خضعت له ولذلك يذكر اسمه مع الخلفاء.

قبيلة العبابدة الكواهلة "الجزء الثاني"...

العبـــــــــــــــــابدة "بني عباد":
هم أحد فروع (بطون) قبيلة الكواهلة، وينتهي نسب القبيلة إلى عبدالله بن الزبير بن العوام -رضي الله عنهما-.

نسب العبــــــــــــابدة:
مفردهم عبادي وهم أبناء عبادة بن محمد كاهل بن عابد بن يحي بن عبدالله بن الزبير بن العوام.
نسب محمد كاهل: محمد كاهل هو جد جميع الكواهلة ونسبه هو محمد كاهل بن عابد بن يحى بن عبدالله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب والزبير بن العوام هو حواري رسول -الله صلى الله عليه وسلم- وابن عمته صفية بنت عد المطلب وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة وأحد الستة أهل الشورى وأول من سل سيفه في سبيل الله.

والدة محمد كاهل: هي سكينة بنت زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-.
يعد العبابدة من أكبر فروع قبيلة الكواهلة من حيث العدد بعد الحسانية وينتشرون في السودان ومصر والسعودية والأردن واليمن.

أماكن تواجد العبـــــــــــابدة: ينتشر العبابدة في السودان في ولايات النيل الأبيض (الدويم) والشمالية (حلفا القديمة) ونهر النيل (بربر وعطبرة) والبطانة وشمال كردفان في مناطق سودري وضواحي بارا وأم بادر والمشروع وأم روابة.
وينتشرون في صعيد مصر في محافظة أسوان في دراو والعبابدة وسوهاج وبعضعهم سكن الأسكندرية ومنهم عرب رحل حيث يترحلون من صعيد مصر إلى شرق السودان (سواكن) والعكس. كما يتواجد العبابدة بالمملكة العربيه السعودية (مكة المكرمة والمدينة المنورة والطائف).

بطون العبابدة:
العبابده واحدة من أكبر قبائل الكواهلة ولهم فخوذ كثيرة تنتشر معظمها بين مصر والسودان، ويقدر عدد العبابدة في مصر وحدها بحوالي الخمس ملايين نسمة.

بعض فخوذ العبابدة: القشقشاب - الغنادير الشافعاب - العبابديناب - السيدنياب - الحميداب - الجارلاب - العشاب - الحرجاب - المليكاب - الشتاتير - العوضلاب - الشقراب - السعداب - الصعدلاب.


شخصيات تاريخية من العبابدة: العبابدة مثل غيرهم من فروع الكواهلة أسهموا في صناعة التاريخ من خلال مد الوطن بشخصيات هامة ذات همم ومكانة عالية في المجتمع في المجالات المتعدده السياسية منها والثقافية والأدبية والفنية وغيرها وعلى سبيل المثال لا الحصر شخصيات مثل:
السيد البطل (كسارقلم مكميك) الأمير: عبدالله ود جادالله (رحمه الله وأحسن مثواه) ناظر عموم الكواهلة في السودان.
السيد الشاعر والأديب الكبير: إبراهيم العبادي (رحمه الله وأحسن مثواه).
إسهامات العبابده في المجالات المتعدده من خلال مد الوطن بشخصيات مثل:
البروفسير إبراهيم غندور.

سعادة الفريق (م) الفاتح عبدالمطلب (شيخ العرب) بشندي وأمير إمارة العبابدة.

السيد أحمد سعيد الباقر (ناظر عموم العبابدة).
الدكتور عبدالرحيم حمدي (وزير المالية الأسبق). وغيرهم الكثيرون...

قبيلة العبابدة الكواهلة "الجزء الأول"...


قبيلة العبابدة الكواهلة في حلايب و الشلاتين وشرق السودان.العبابدة وأحدهم عبادي، قبيل كبير من قبائل كهيل، والكواهلة عبارة عن كيان عشائري تكون من زيجات زبيرية وقرشية في شعب البجة الحضرمي السبأي العربي، أما في تقاليدهم فإنهم من نسل الزبير بن العوام القرشي أحد القادة الفاتحين لجنوب مصر.

والعبابدة أولاد عباد، وهو جدهم المدفون فى وادي عباد بالقرب من مدينة إدفو بأسوان، ومن أجداد العبابدة عزاز الذى ينحدر من كهيل أو كاهل وهو جد الكواهلة فى كردفان بالسودان، وأغلبهم أهل إبل وغنم وهم يشغلون البرارى الواقعة من شرق النيل من قنا إلى أسوان وشرقا حتى القصير على البحر الأحمر.


تحقيق نسب العبابدة:
سنحقق هنا إن شاء الله في صحة أمرين الأول إنتماء بعض بطون العبابدة الى الزبيريين القرشيين، والثاني إنتماء شعب البجة الى العرب القدماء خصوصا الحضارمة أم لا.
من الثابت تاريخيا أن أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر تزوجت من إبن عمها القاسم بن محمد بن جعفر، فولدت له فاطمة التي تزوجت زوجين: حمزة الذي مات فتزوجت طلحة، وأبناؤها منهما بطنان في الزيانبة: هم بنو حمزة بن عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي، وبنو طلحة بن عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي، ومن هذا كان بنو طلحة وبنو الزبير وبنو جعفر يدا واحدة في صعيد مصر. )كتاب نسب قريش للزبيري، البيان والإعراب للمقريزي ص 42، صبح الأعشى للقلقشندي(.
وقد أقام الزيانبة إمارة الزيانبة القوية وحاضرتها دورة سريام بالأشمونيين وتشمل بلاد منفلوط وديروط وأسنا وقنا، وكان زعيمها الشريف حصن الدولة ثعلب الجعفري الزينبي، وكان يركب في جيش قوامه اثني عشر ألف فارس غير الراجلة، وقد أنف أن يحكمه المماليك فثار على ملكهم المعز أيبك فأوقع المعز أيبك به وقعة شنيعة لم يقم للعرب في مصر بعدها قائمة أمام العسكر النظامي المملوكي.
ولا شك أن الزبيريين من هؤلاء الزيانبة قد انتقلوا إلى جيرانهم شعب البجة العربي القديم، واستطاعوا أن يقيموا إمارة عشائرية عبادية انتسب بها كافة البجة إلى الزبير بن العوام القرشي، وهو نسب صحيح لهم بالموالاة على عادة العرب، كما أن بدينة الكريشاب من العبابدة تعني بطن قريش.
ومن أدلتنا ايضا، أن بوركهارت لاحظ فى رحلته إلى السودان فى أوائل القرن التاسع عشر أن عبابدة القراريش (قريش) برغم فقرهم يأبون أن يزوجوا بناتهم للنوبيين، ونود أن نضيف إلى ذلك كله أن العبابدة لم يتكلموا البتة لغة البيجاه بل تحدثوا دوما اللغة العربية بلهجة خاصة بهم كسائر القبائل العربية.
ومن أقدم الأدلة على تباين النسب الكاهلي والبجاوي، نص أورده ابن بطوطة المغربى 1340 ـ 1330 م في رحلته وميز فيه بين قبائل البجة والكواهلة وجهينة، حيث قال: أقام البجة على جزيرة سواكن السلطان الشريف زيد بن أبي نمي وهم أخواله، وكانت عساكره من البجة وأولاد كاهل وجهينة.
لكن ذلك كله لم يحل دون معرفة العبابدة بضع كلمات أو عبارات من لغة البيجاه بحكم الجوار واختلاط المعاملات وهذا شئ طبيعى لدى كافة القبائل والشعوب المتجاورة، فقد رأينا عرب الهولة في بر فارس وتأثرهم باللغة الفارسية، ورأينا بعض عرب الجزيرة وتأثرهم بالأكراد، وعرب شمال الشام وتأثرهم بالروم ثم بالتركمان.
كل هذه الأدلة النقلية والاستدلالية المتاحة لنا تصب في حسم قضية صحة النسب الزبيري القرشي لقبائل العبابدة.
وبالنسبة للقضية الثانية وهي عروبة البجة، فقد ترجم المسعودي المؤرخ رحمه الله سنة 332 هجرية عن صاحب المعدن في زمنه أبو مروان بشر بن إسحاق فقال: 
"وهو من ربيعة، ويركب فى ثلاثة آلاف من ربيعة وأحلافها من مضر واليمن، وثلاثين ألف حراب على النجب من البجة بالحجف البجاوية، وهم الحداربة، وهم المسلمون من بين سائر البجة وقتئذ، وباقى البجة". حين ذاك كفار يعبدون صنما لهم.
والشاهد أن طائفة الحداربة (الحضارمة) هي إحدى طوائف البجة، ولا يشك ناسب ولا مؤرخ في نسبة الحضارمة إلى قحطان من عرب اليمن، وقد سجلت بعض الهجرات اليمانية عبر البحر الأحمر سنة 400 ق م.
و يشاركني د. عابدين محقق البيان والإعراب للمقريزي، في نسبة الحداربة البجة إلى الحضارمة السبأيين اليمانيين، وبذلك تكون القضية الثانية قد حسمت لصالح عروبة البجة.
وقد خلط أكثر الباحثين بين قبيلة العبابدة وبين قبيلة البشارية الذين هم فرع من البيجاة، نظرا لتجاور أوطانهم بل واختلاطهم أحيانا كثيرة في الصحراء الشرقية على طول الحدود بين مصر والسودان.
هذه الأدلة تكفي المحقق المحايد أما المستشرق المغرض أو المتحامل ضد حضارة بعينها فلن تغنيه ولن تكفيه.
فعند سليجمان والموسوعة البريطانية ومن أخذ عنهم أن العبابدة فرع من البيجاة وأنهم كانوا فيما مضى يتكلمون اللغة البداوية البيجاوية ( To-pedawi) لغة البشارية والهدندوة وهي لغة حامية غير أنهم فقدوا لسانهم القديم ويتكلمون الآن العربية.
وفى الوقت الحاضر فإن جيران العبابدة مثل جهينة والمعازة لا يختلطون بهم، وهذا طبيعي في مصر، فكلما جاءت هجرة حديثة نظرت إلى سابقتها نظرة استعلاء بل ربما نعتتهم بالفلاحين إن كانوا نسوا أنسابهم، كما فعل الطحاوية مع عربان لخم وجذام بالشرقية مثلا.
والعبابدة يشيرون لهؤلاء القبائل بكلمة عرب تمييزا لهم عن العبابدة وأحدهم عبادي، والعبابدة أقرب إلى قبائل البجة من النوبة والبشارية سواء فى المنظر أو العادات وغيرها. 
ويشاركني الأستاذ محمد سليمان الطيب الرأي حول عروبة العبابدة والبجة فيقول في موسوعته ص334 ج2:
وبناء على ما تقدم يمكننا القول بأن العبابدة من القبائل العربية التي امتزجت بالقبائل الأخرى فيمن حولها واحتفظت بنسب عربي، وأنها كانت ولا تزال تتحدث العربية وتدين بالإسلام، وعلى ذلك فالأركان الثلاثة للعروبة متوفرة فيها تماما.

تباين نسب عبابدة مطير وعبابدة البجة:
ولا يفوتنا التنبيه في اختلاف نسب عبابدة البجة عن نسب عبابدة مطير بالشرقية، وإلى وهم الكثير من الباحثين المحدثين، في جعل عبابدة البجة في الجنوب وعبابدة مطير فى شمال القطر المصري قبيلة واحدة، فمثلا قال أخونا الحبيب الأستاذ محمد إبراهيم الطيب في موسوعته دون إيضاح مراجعة، أنهم بمحافظات الشرقية والدقهلية والغربية يقطن بعض من قبائل العبابدة، ويقال أن هؤلاء انفصلوا من القبيلة الأصل في الصعيد عام 925 ه ـ 1516 م عقب غزو العثمانيين لمصر مباشرة وكانوا يقطنون بصحراء البحر الأحمر ثم نزحوا شمالا.

تاريخ العبابدة:
وقد روى ابن بطوطة المغربي أنه شاهد بعض قبائل كهيل "الكواهلة" تقيم على ساحل البحر الأحمر بالقرب من عيذاب بأسوان.
وقال أميدية جوبير: العبابدة واللبايدة كثيرو العدد فى جرجا بصعيد عام 1798 م.
وذكر أحمد لطفى السيد فى قبائل العرب أن شيخ العبابدة عام 1935 م كان يسمى منشتح كرار ومقره إسنا فى محافظة قنا.

العبابدة وفتح السودان 1820 ـ 1821 م:
وقال محمد الطيب في موسوعته أن للعبابدة دورا رئيسيا فى ضم أقاليم السودان إلى مصر، وقد تمثل هذا الدور فى إمداد الحملة التى قادها إسماعيل كامل نجل محمد على باشا لضم سنار والحملة التى قادها محمد بيك خسرو الدفتردار لضم كردفان بالجمال لنقل المؤن والذخائر والأفراد للقتال فى صفوف الجيش الزاحف صوب الأراضى السودانية، بالإضافة إلى دورهم كأدلاء أو مرشدين فى دروب الصحراء ولا سيما الطريق الشرقى الذى يربط بين السودان ومصر عبر صحراء العتمور، إذ أنهم كانوا يعتبرون أنفسهم بمثابة سلاطين الصحراء.

فروع العبابدة:
وذكر اللواء صلاح التايب فى كتابه القبائل المصرية وبعض السياق نقلا عن اللواء صلاح الجوهري في كتابه شريعة الصحراء قائلا: العبابدة أربع عمائر وتعرف بالبدينات، وعمائر العبابدة يسمونها بدينات وتنتهى دائما بكلمة آب ومعناها "أبناء" فالعشباب أبناء عشاب وهكذا.
وذكر محمد الطيب في موسوعته ج2 ص330 عن فروعهم بمصر بتصرف.
بدينة العشاشاب وهي منتشرة في الصحراء الشرقية من جنوب قنا، ويسكن شيخهم أسوان، فيها عشائر محموداب (14 بطن) و كريشاب (قريش) ويعملون في صيد الأسماك بالحراب من البحر الأحمر.
وبدينة مليكاب تسكن في دراو وبربر، ويسكن شيخهم دراو بأسوان، فيها عشائر بدرباب وسعد حميداب ويوسفباب.
وبدينة الفقراء وهم متفرقون بين قنا وكورسكو، ويسكن شيخهم الرمادي في أدفو بأسوان، وبدينة العوديين والشناتير وينتشرون شرق النيل بين قنا وكورسكو، ويسكن شيخهم السيالة بحري كروسكو.
ويقدر الباحثون فى مصر أن عدد العبابدة فقط فى الصحراء الشرقية فقط يزيد عن 15000 نسمة خلاف من هم بالقرى على مقربة من النيل فى أسوان وقنا وسوهاج.


ديار العبابدة:
وأغلبهم أهل إبل وغنم وهم يشغلون البراري الواقعة من شرق النيل من قنا إلى أسوان وشرقا حتى القصير على البحر الأحمر.
ويفصلهم عن قبيلة المعازة "بني عطية" شمالا خط عرض يمتد من قنا على النيل إلى بلدة الغردقة على البحر الأحمر وجنوبا إلى حدود السودان، كما يقيم بعضهم بالقرب من شواطئ النيل بالقرب من بلدة قنا شمالا إلى بلدة كروسكو جنوبا.
ويسكنون تحديدا بلاد قنا وقفط وحاجرها الشرقي وقوص وحاجرها الشرقي وسنهور وحاجرها الشرقي والأقصر وحاجرها الشرقي وأسنا وحاجرها وإدفو وحاجرها والرديسية وحاجرها وأقليت والشطب وحاجر كوم أمبو ودراو وبنبان وشمال أسوان ودهميت ومارية وقرطة والعلاقي والدكة وتوشكة شرق وكروسكو وسيالة والمحرقة ووادي العرب.


المراجع:كتاب نسب قريش للمصعب الزبيري، البيان والإعراب للمقريزي ص 42، موسوعة القبائل للطيب ج2 ص329 نقلا عن كوثر عبد الرسول في محاضرتها عن استقرار البدو في محافظات الصعيد ومجلة الجمعية المصرية الجغرافية وآخرين.